"صوت" | أكثر ما يعنيني في "صوت" تسليط الضوء على إنسانية الغناء والقدرة على إعادة الدهشة الأولى رغبة بإشعال شمعة صغيرة ولعن الظلام في آن.
"صوت" كقمر الحب الذي يغمر ليلنا الدامس بالفضّة الصريحة. نحن الذين لم يبقَ لنا في هذا العالم إلاّ ضوء القمر نتمسّك به كخشبة خلاص ضد هذه الوحشيّة الصارخة.
فلماذا يعتقد البعض أننا سوف نتنازل عن حقنا في الغناء مع هؤلاء الهواة الآتون من الأحياء القريبة والبعيدة لما تبقّى من سهول الفيحاء. أحبكم وهذا حقّ مشاع كما أعتقد وليس لأحد مصادرته. ذلك الحب الجميل الذي ولد من صخرة المينا متميزاً برهافة عصفور.
أميمة في حنجرتها الوالعة صُوَرْ تتسّع لتفجرات القلب على المقامات. غنّي لنلمس ذلك النور الذي تزخر به تلك الأقاصي.
عصا "بركيف" الصبور الآتي من عنجر البقاع الى طرابلس الشمال تكسر هذا الصمت على أطفال ينامون في العراء ويصرخون من الهلع والوجع فلعلّ هذا الغناء يبلسم الجراح. جنتّك هنا في الفيحاء. استدرج الآخرين لهذه الجنّة كعشّاق وارواح شاردة وكغزاة أليفين ليتيسر لنا بعض الاطمئنان بأن في الحياة متسّع من الوقت للإتصال ممّن يبحث عن ذاته في ذوات أخرى.
قد يكون هذا اللقاء "جنيناً" في أحشاء الحاضر ولكن الجنين سيكبر في المستقبل. الغناء كالحب صعب تعوذه الموهبة والمكابدة والصوغ الماهر. لا يكفي ان نحب بل علينا ان نعرف كيف نحب. تعالوا نبدأ كما لو أننا لا نعرف شيئاً. لنقطف وردة الحفافي ونقفز من على الصخرة العالية . . .
مرسيل خليفة