هناك صوت الصمت في "يا حبيبي"
صوت الجسد في "أصغي"
صوت العيون في "رحلة في العيون"
صوت الحب في "أن تحب"
صوت المحترق الأبدي على "عتبات الثلج"
صوت اللقاء في الثانية الواحدة من الدقيقة وصوت الفراق في ما تبقّى منها في "ساعة"
صوت الإنتظار في "عا مهلك"
صوت الشك عند امتناع الحبيب عن الكلام في "شو صار، كلّمني"
صوت الشوق في "عودي يا سُليمة"
وصوت الحنين الى فن الغناء العربي الفصيح في "موشح".
إليكم الجديد في الموسيقى العربية، سالكةً الموجة الإنطباعية، في لوحات فنية حيث تستخدم الأصوات البشرية لغرض التصوير واالتعبير عن المشاعر والأفكار.
في البدء كانت الصور الشعرية المبتكرة للشعراء المميّزين الذين تم اختيارهم في هذا العمل الجماعي، ثمَّ كانت الصور اللحنية المتقنة المستوحاة من المقامات العربية للملحن القدير والفنان الشهير مرسيل خليفة. وهنا كانت مرحلة تحويل هذه الصور إلى لوحات فنية عربية وعالمية وفق إنطباعاتي الشخصية : إضافة التلوين البوليفوني وتصميم الكوادر الملائمة مستخدماً شتى انواع تقنيات التأليف الموسيقي التي تتناسب مع المقامات العربية البسيطة كما الأشد تعقيداً.
وفي المرحلة النهائية كانت عملية تحويل هذه الأفكار من الحالة المرئيّة أي الكتابية الى التنفيذ الصوتي. وهنا كان دور المهندس الفني، دور قائد الأصوات، دور المايسترو بركيف تاسلاكيان الذي قام بترجمة إنطباعاته الخاصة الى اشكال والوان صوتية، واضعاً الصوت الرئيسي في الواجهة الأمامية، هذا الصوت الحنون والصلب في آن واحد، صوت التعبير الصادق، صوت أميمة الخليل المرهف بالإحساس. أما أصوات كورال الفيحاء، الغني عن التعريف، فإنها أحاطت بكل الأرجاء كما وأنها تقدّمت أحياناً في الواجهة الأمامية فاستكملت تجسيد اللوحات الفنية الصوتية المقترحة. فكانت أصوات الصمت عند السكوت، وأصوات الساعة عند المرافقة الإيقاعية، وأصوات الحب والشكوك في التناغم أحياناً والتنافر أحياناً أخرى، وأصوات الشعب العربي في مقاماتها الثرية، وأصوات العيون بتركيزها المستمر على قائد الكورال وهو الحبيب الصامت على المسرح إنما صاحب الصوت الجهوري في قلب كل فرد من المنشدين.
والآن حان دورك، يا عزيزي المستمع. إستمتِع وعِش إنطباعاتك الشخصية !